سنوات تمر وحال مصر ينهار من سىءٍ الى أسوأ ، حتى حلـَّت المجاعة الفعلية بغالب الشعب
.إرتفاع معدلات الفقر ، والبطالة ، والعنوسة ، وسكان العشوائيات ، وعشش الصفيح ، وأطفال الشوارع ، والحرمان من الماء ، والصرف الصحى ، وانتشار الأمراض
الشعب الذى عـُرف بالقناعة والصبر والجلد ؛ تحمل وحرَّم اللحوم ، وانكفأ على الفول والعيش والطعمية ، حتى عيـَّروه بنو عروبته ، وعندما أصاب هذا القوت البسيط سعار الأسعار ، أدركت أن وقت الثورة قد اقترب
والدول والحكومات قد تتوقع الحروب من جيرانها وأعدائها ، ولكنها أبدًا لم تتوقع ثورة شعوبها ، فهم عادة ما يكونون فى بعد بيـِّن عن فقرائهم ، فلا يستطيعون مجرد تـَخَيـُّل حالهم ، ولعلها من الحقائق التى دونها التاريخ أن قيل لمارى أنطوانيت ملكة فرنسا" إن الشعب لايجد الخبز" فقالت جهلاً بحالهم "فليأكلوا بيتى فور" ، فكان جزاؤها طيران رأسها ، بمقصلة ثورة الجياع التى اندلعت بعدها ، بعد أن أقتحم الثوار "الجياع" قصور الأمراء والنبلاء ، لا بحثـًاعن نفائس ومجوهرات ، بل عن خبز وطعام . وياله من تشابه مذهل تساوى مع مقولة الملكة الصريعة ، ماجرى فى مصر من قريب ، عندما وصل إلى سمع حكام مصر صراخ شعبهم من الأسعار ، فكان ردهم "إرفعوا الدعم عن العيش" ، فأصبح عزيز المنال ، يسقط فى سبيله قتلى ، فأدركت أن أوان ثورة الجياع فى مصر ... قد آن