قــــــورتــــة دووول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قــــــورتــــة دووول لكل نوبي


2 مشترك

    قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ما وراء النهر

    ابن كشتمنة
    ابن كشتمنة
    مرشحه للأشراف
    مرشحه للأشراف


    عدد الرسائل : 588
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/11/2007

    جديد قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ما وراء النهر

    مُساهمة من طرف ابن كشتمنة الخميس مارس 06, 2008 7:35 pm

    لاشك أنه اذا ذكرت كل الدول الاسلامية التي كانت خاضعة للاتحاد السوفيتي السابق، واستقلت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وعاد الاسلام من جديد الي سابق عهده قبل أن يحاربه المد الشيوعي الروسي، وفتحت المساجد أبوابها للمصلين، وارتفع الأذان في كل مكان وأصبح يتلي كتاب الله من جديد في هذه الأصقاع البعيدة.. كل هذه المظاهر تذكرنا بهذا البطل العظيم قتيبة بن مسلم الذي أخضع هذه البلاء تحت راية الاسلام، واستطاع بقدرته السياسية ومهارته العسكرية، وقوة شخصيته، أن يري الناس في الاسلام المتجسد في هؤلاء الأبطال وعلي رأسهم قتيبة نفسه مثلا يحتذي فدخلوا في دين الله أفواجا.. وظهر في هذه البلاد فيما بعد أسماء يفخر بهم الفكر الانساني من أمثال البخاري، والسمرقندي، والبيهقي، والترمذي، والزمخشري وغيرهم كان من أحلام قتيبة وقد كان علي بعد أميال من الصين أن يدخلها، خاصة بعد أن دخل مدينة كشفر، وعندما أراد امبراطور الصين أن يثبت له قوته، وأنه لن يدفع له الجزية، أرسل له قتيبة رسولا يخبره بين الدخول في الاسلام أو دفع الجزية، أو توقع مهاجمة المسلمين له.. وخشي الامبراطور الصيني مغبة أن يرفض مطالب البطل الاسلامي خشية أن يحتل بلاده، ويزول عرشه، ويتربع قتيبة نفسه علي عرش الصين.. فتراجع وبعث اليه موافقته علي دفع الجزية، وأرسل رسالة بهذا المعني مع أحد أبنائه.
    كان أمل قتيبة اقتحام الصين، وكان واثقا أنه قاب قوسين أو أدني من النصر، ولكن السياسة خذلته.. فلم يكن الخليفة سليمان بن عبدالملك علي وفاق معه، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي يشد أزره ويبعث له ما يريد من العتاد والجنود، ولكن الحجاج كان قد مات، وأصبح الرجل في موقف حرج، فهو يخشي أن يتقدم بجيشه نحو الصين، فيأتي له الأمر من دمشق بالتوقف، ومن هنا كان تردده في اتخاذ قرار الزحف نحو الصين، فآثر قبول الجزية منتظرا ما سوف تسفر عنه الأحداث في ظل خلافة سليمان بن عبدالملك لقد خشي الرجل من أن انتكاسة تحدث لجيوش المسلمين في هذه الأصقاع البعيدة عن دمشق عندما سمع وأخشي ما يخشاه موقف الخليفة العدائي منه، فلم يعد الرجل مطمئنا الي مستقبله بعد أن تولي سليمان بن عبدالملك الخلافة، فهو يكرهه، وبالتالي فإنه سوف يوقع به، أو يطالبه بالعودة الي خراسان، أو يعزله ويأمر بحبسه.. كل هذه الاحتمالات طافت بذهنه، فأخذ يعد للأمر عدته، انه يريد أن تظل هذه البلاد التي فتحها قاعدة لانطلاق الاسلام في مختلف الأرجاء، وأن تثبت دعائم الدين فيها.. ولكن ما الحيلة لو عصفت به أهواء السياسة وأبعدته عن موقعه يقول المؤرخ الكبير د.حسن حبشي عن هذه الشخصية الفريدة:
    .. فلما كان آخر العام التالي ولي أمر خراسان القائد العربي العظيم قتيبة بن مسلم الباهلي صاحب الراية التي لم تنكس أبدا، والذي يشهد التاريخ له أنه ما عرف الهزيمة قط، وأنه ما خاض حربا إلا وانتصر ، وما جري عليه قط ما يجري علي كثير من القادة في كل زمان ومكان من نكسة في الحرب.
    ولقد جمع قتيبة في نفسه ما أراد عبدالملك أن يكون عليه من تولي خراسان، إذ اشترط فيه أن يكون (ماضيا صارما). فكان قتيبة بحزمه وعزمه وهمته وتخطيطه في القتال ذات الرجل (الماضي الصارم) غير أنه بدت منه عداوة لسليمان بن عبدالملك مما أفضي الي قتله فيما بعد سنة 96ه.
    وعرف أهل هذه البلاد من تلك النواحي من بلاد ما وراء النهر وأعداء الملة في قتيبة هذه الصفات فهابوه وسالموه وخطبوا وده وبذلوا له الطاعة رهبة ورغبة، حتي انه لما دخل خراسان لقيه دهاقين (بلخ) بالترحاب، وساروا أمامه، وسار النصر في ركبه دون أن يشهر سيفا أو يعلن حربا أو يريق دما حين وفد اليه أحد ملوك تلك الجهات في آخريات تلك السنة حاملا اليه الهدايا ومفتاحا للذهب رمزا لطاعته إياه، وكان ذلك بداية نجاح لمسيرة الاسلام في تلك النواحي القاصية الأعجمية.
    وفي كتب التاريخ أنه في أخريات سنة خمس وثمانين وفي مطلع السنة التالية، جري من الأحداث ما يشير الي استقرار الأمور في نواحي الدولة لاسيما في الجهة الشرقية. علي أن قتيبة هذا غزا كثيرا من البلاد فيما وراء النهر، ووطئت حوافر خيله أرض الصين وجبي منها الجزية، وقد تعاظم اذ فتح ما فتح فأدي تعاظمه الي كراهية الوليد له فدس له من قتله، وقتل معه وكيع بن حسان هذه صورة سريعة عن هذا البطل العظيم الذي كان علامة مضيئة في التاريخ الاسلامي،.. وهنا ترتسم علامة استفهام حائرة ومحيرة عن هذا البطل الذي قتل ظلما بعد أن أدي هذه الخدمات الجليلة للاسلام.. لماذا انتهي الأمر بقتله والتخلص منه في ذات يوم حزين؟
    يجيب علي هذا التساؤل الدكتور محمد رجب البيومي في دراسته عنه بقوله:
    ولم يلبث سليمان أن أصدر قرارا بعزل قتيبة.. كما أمر باحضاره الي بلاط الخلافة في دمشق، ولو استجاب البطل الفاتح لهذه العزل الظالم للقي مصرعه كما لقيه فاتح الهند الأعظم محمد بن القاسم الثقفي بعد جهاد مبين.
    لقد فضل (قتيبة) أن يموت في حومة القتال دون أن يلقي قتيبة في غياهب السجن وثقيل الأغلال، فأعلن مخالفته الصريحة، وقاد كتائبه الجريئة ليقف أمام جنود الخليفة، ولكن سهما طائشا أودي بحياته، فسقط شهيدا وطارت روحه الباسلة الي ربها راضية بمآثرها البيضاء وجهادها الخالد، ومن المؤسف أن أكثر أعوانه من العرب تألبوا عليه في محنته، لا لشيء إلا أنه وثق في كفاية بغض الخراسانيين فقدمهم في الأولوية والقيادة مع نظرائهم من العرب، مؤثرا المساواة العادلة التي شرعها الاسلام وكأنه بذلك قدجانب حقا واضحا واعتصم بضلال أكيد.
    ويقول الدكتور محمد رجب البيومي أيضا:
    وكان لمصرع 'قتيبة' دوي هائل في العرب والفرس معا.. أما المخلصون من العرب فقد رثوه بقصائدهم النائحة، وأقض مضاجعهم أن تكون نهاية البطل الفاتح قريبة عاجلة، بعد أن عقدت عليه الآمال، ولكن للاسلام في بلاد يعوذها الاشراق والايمان.
    وأما العقلاء من الفرس فقد صعدوا الزفرات الحارة حزنا علي استشهاده الأليم.
    مر خراساني علي جثة قتيبة وهو مضرج بدمائه فبكي واستعبر وقال:
    يا معشر العرب.. قتلتم 'قتيبة' وهو الفارس المغوار، ولو كان منا معشر الفرس فمات لجعلناه في تابوت، فكنا نستفتح به كلما دقت طبول الجهاد.
    وقال آخر:
    يا معشر العرب قتلتم 'قتيبة' ويزيد بن المهلب وهما سيدا العرب بخراسان.
    فقال له بعض السامعين:
    ­ ايهما كان عندكم أعظم وأهيب؟
    قال:
    لو كان 'قتيبة' بالمغرب الأقصي مكبلا بالحديد، ويزيد معنا في بلادنا مكان 'قتيبة' أهيب في عيوننا وأعظم.
    مات 'قتيبة' رحمه الله، وبقيت صحيفة أعماله خالدة ناصعة، فرفعه التاريخ الي أفق زاهر يشرق بالبطولة والكرامة والشهادة وفي ذلك عزاء أي عزاء.
    و.. سلام علي البطل العظيم
    .
    مبارك محمد ابوبكر
    مبارك محمد ابوبكر
    مشرف اسلامي
    مشرف  اسلامي


    عدد الرسائل : 242
    المزاج : قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ما وراء النهر Mkayeef
    تاريخ التسجيل : 15/11/2007

    جديد رد: قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ما وراء النهر

    مُساهمة من طرف مبارك محمد ابوبكر الخميس أبريل 10, 2008 3:30 pm

    جزاك الله خيرا
    ابن كشتمنة
    ابن كشتمنة
    مرشحه للأشراف
    مرشحه للأشراف


    عدد الرسائل : 588
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/11/2007

    جديد رد: قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ما وراء النهر

    مُساهمة من طرف ابن كشتمنة الثلاثاء يونيو 10, 2008 4:19 am

    اشكرك اخى الفاضل /..........مبارك محمد ابوبكر على مرورك موضوعى

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 6:06 am