قــــــورتــــة دووول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قــــــورتــــة دووول لكل نوبي


    الافتراءات علي الرسول الكريم

    ابن كشتمنة
    ابن كشتمنة
    مرشحه للأشراف
    مرشحه للأشراف


    عدد الرسائل : 588
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/11/2007

    حصري الافتراءات علي الرسول الكريم

    مُساهمة من طرف ابن كشتمنة الخميس أبريل 03, 2008 7:13 am

    لم ولن تنل الافتراءات شيئا من أعظم رسل الله.. فسيرة حياته وسلوكياته تضعه فوق كل الترهات والأحقاد التي تصوب نحوه من أعداء الاسلام في الغرب.. انه نور هداية لكل العصور.. وستظل سيرة حياته تثري هذه الحياة بينما سوف يسقط أعداؤه في مزبلة التاريخ.
    ولنعش في ذكري مولده عليه الصلاة والسلام مع هذه الشخصية الأسرة العظيمة، ونقف عند بعض مناقبه التي لاتحصي.
    لقد كان شديد التواضع.. لاتساوي الدنيا في نظره شيئا.. ولم يتكالب علي ما فيها من متاع أو مغريات، بل هو القائل:
    : لو علم الله أن الدنيا تزن عنده جناح بعوضة، ما سقي الكافر منها جرعة ماء.
    والتاريخ وهو النبي الذي جاء في ضوء التاريخ الكامل يقص علينا كيف دخل عليه عمربن الخطاب، وهو معتزل نساءه في 'مشربه' وقد رآه يجلس علي حصير قد أثرت في جنبه، ولم يجد عمر في هذه المشربة إلا حفنات من شعير وتمر.. فتأثر عمر وقال له:
    قد وسع الله عليك يارسول الله، فهلا تزودت من الدنيا بما يقويك؟
    فقال له النبي صلي الله عليه وسلم:
    'كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل. كان النبي عليه الصلاة والسلام في تواضعه عفا، فقد أحضرت له تسعون ألف درهم من خراج (البحرين) فوضعها علي حصير في المسجد، فوزعها علي الناس ولم يأخذ لنفسه شيئا!
    وكان قليل الأكل فهو القائل:
    : ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطن.. بحسب ابن آدم لقيمات تقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه'.
    وتقول عنه أم المؤمنين عائشة:
    : لم يمتليء جوف النبي صلي الله عليه وسلم شبعا قط، وإنما كان في أهله لايسألهم طعاما، ولايشتهاه.
    ان أطعموه أكل، وما أطعموه قبل، وما سقوه شرب'.
    وقالت:
    وكان يدخل علي أهله فيقول:
    هل عندكم شيء!
    فإن قالوا له: نعم.. أكل.. وان قالوا: لا.. قال: إني صائم
    وكان يقضي معظم الليل في عبادة ربه عملا بقوله تعالي: يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا.. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا' وكان قلبه عليه الصلاة والسلام يمتليء حبا للضعفاء والفقراء. رأي مرة شيخا قد نذر أن يحج إلي بيت الله ماشيا علي قدميه، وقد سار متهاويا يسنده رجلان عن يمينه وشماله.
    فسأل: ما بال هذا؟
    قالوا: نذر أن يمشي
    قال: ان الله عن تعذيب هذا نفسه لغني، وأمره أن يركب.
    وروي أبوهريرة:
    دخلت السوق مع النبي صلي الله عليه وسلم، فاشتري سراويل، وقال للوزان: زن وارجح.. فيشب التاجر إلي يد النبي صلي الله عليه وسلم يقبلها، فجذب يده وقال: هذا ما يفعله الأعاجم بملوكها، ولست بملك، إنما أنا رجل معكم، ثم أخذ السراويل. فذهبت لأحملها، فقال صلي الله عليه وسلم: صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله'.
    ويعلق الشيخ محمد أبوزهرة علي هذا المشهد بقوله.
    : وقليل من الناس من يلتقي فيه التواضع والهيبة، وأن محمد بن عبدالله صلي الله عليه وسلم قد وصل إلي أسمي درجات الهيبة، ونزل من التواضع إلي درجة يقرب فيها من كل ذي حاجة وذي ضعف، يأنس به الضعيف ويرجوه ذوالحاجة في حاجته.
    'إن أكثر الذين يستكبرون. ممن يحسون بصعق في نفوسهم، ولايجدون في أنفسهم قدرة شخصيته تفرض هيبتهم فيستعينون بالكبرياء وغمط الناس والتسامي عليهم، ليعوضوا النقص، ويخففوا الضعف، أو يخلقوا هيبة صناعية: مصدرها مال، إن ذهب فقد ذهبوا، أو منصب يتعالون به اذا ألقوا عنه أصيبوا بالصغار والضياع، أما ذو الشخصية المهيبة يكوين الله تعالي، وبما منحها الله تعالي من علم وفضل وقوة نفس، فإنها لاتحتاج إلي المهابة الصناعية والغطرسة والاستعلاء بها علي الناس، والاستهانة بهم واستصغار أمورهم.
    'والمهابة الفطرية التكوينية المستمدة من العلم والخلق والفضيلة هي والتواضع صنوان ينبعان من معين واحد، فهما لايفترقان، لأن المهابة الفطرية ليست في حاجة إلي غذاء صناعي. بل أن المهابة توجب التواضع ليكون التالف والتكامل الجماعي'.
    ويقول عن العفو والتسامح عنده:
    'ينبعان من قلب سليم وخلق كريم، ولقد قالت عائشة رضي الله تبارك وتعالي عنها وعن أبيها في خلق النبي صلي الله عليه وسلم:
    : كان خلقه ج القرآن' فهو يأخذ بهديه، ويتبع منهاجه من غير عوج، ولا التواء والله تعالي يأمره بقوله:
    : خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين'.
    واستمع إلي قوله تعالي:
    : ولاتستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم'.
    وقد هيأه الله تعالي قبل البعثة، ليكون العفو عن هفوات الناس، المتجاوز عن اخطائهم. وأن العفو والسماحة لايسكنان الا قلبا خاليا من الأحقاد والأضغان، ومن يعمل ليقود الخلق إلي الحق لابد أن يكون نظره إلي ما هو أمامه ولاينظر إلي الوراء، والأحقاد والأضغان ومحاسبة كل امريء علي ما كان منه، إنما هي تشد صاحبها إلي الوراء، فلا يكون تفكيره إلي ما يجب عليه القيام به في المستقبل، بل يكون تفكيره في شفاء غيظ من أسقامه التي كانت في الماضي. ومن يأتي برسالة داعيا إلي الحق، لايكون دبري النفس يشغله الماضي عن الحاضر، بل يكون عاملا للمستقبل' ومع كل هذا التقشف الذي أخذ به نفسه، فقد كان عليه الصلاة والسلام 'رأس العاملين' يحب العمل، ويحث عليه وكان يقول:
    اليد العليا خير من اليد السفلي
    وقال:
    لأن يأخذ أحدكم حبله إلي الجبل، فيأتي بحزمة من الحطب يحملها علي ظهره، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه'.
    وهو القائل أيضا
    ان من الذنوب ذنوبا لاتكفرها الصلاة ولا الصيام، ويكفرها العمل والهم بالعيال' وكان محمدبن عبدالله عليه الصلاة والسلام، كما وصفه ربه جل علاه:
    : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم'
    التوبة 128
    وتروي كتب السيرة كيف أن الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف كيف كان يردد هذه الآية ويتدبر معانيها، فقال له الصحابة.
    ما بال بن عوف يردد هذه الآية لايعددها؟
    وقالوا له:
    يا ابن عوف سمعناك تردد هذه الآية ولاتعددها إلي غيرها فلماذا؟
    قال: أجل، إنه بالمؤمنين رءوف رحيم، هذا ما شهد الله به لنبيه، وهذا ما شاهدته بنفسي من رسول الله صلي الله عليه وسلم.
    قالوا: وما شهدت؟
    قال ابن عوف:
    : جاء بالأمس أعرابي إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يطلب منه شيئا فأعطاه.، ثم قال له: أأحسنت إليك يا اعرابي؟
    فقال الأعرابي: لا أحسنت ولا أجملت!!
    فغضبت لغضب رسول الله، وغضب أصحابه، وهممنا أن نبطش بالاعرابي الذي يجزيء الحسنة بالسيئة.
    ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم أمرنا أن نكف عنه فكففنا ثم أخذ بيد الأعرابي إلي 'داره' وزاده شيئا وقال له:
    أأحسنت إليك يا أعرابي؟
    فقال له: نعم.. فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا.
    قال له النبي صلي الله عليه وسلم:
    'إنك قلت ما قلت، وفي نفس أصحابي من ذلك شيء، فإن عدت نفل بين أيديهم ما قلت الآن بين يدي حتي يذهب ما في صدورهم عليك.
    قال الاعرابي: نعم
    ثم أقبل الأعرابي علي مجلس النبي صلي الله عليه وسلم بين أصحابه فقال الرسول صلي الله عليه وسلمك
    إن هذا الرجل قال ما قال، فزدناه فزعم أنه رضي.. أكذلك؟
    فقال الاعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا.
    فقال عليه الصلاة والسلام، يعلم الناس:
    : مثلي ومثل هذا الرجل، مثل رجل له ناقة شردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفورا. فناداهم صاحبها: خلوا بيني وبين ناقتي، فإني أرفق بها منكم وأعلم، فتوجه لها بين يديها، فأخذ لها من قمام الأرض فردها، حتي جاءت واستناخت، وشد عليها رحلها، واستوي عليها.
    وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال فقتلتموه دخل النار'.
    قال عبدالرحمن بن عوف:
    فهل رأيتم من انسان مثل هذه الرحمة؟
    ان رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يغضب لأن نال الأعرابي منه، ولكنه كره أن يدخل الرجل النار من أجله فمازال به حتي هداه إلي سواء السبيل، لأنه رءوف رحيم.
    قال بعضهم: وكيف لايكون رحيما، وقد سمعنا قوله:
    الراحمون يرحمهم الرحمن'.
    ويقول:
    'أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ويقول الله تعالي:
    وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.
    أن رحمة النبي عليه السلام تجاوزت الانسان إلي الحيوانات وكل الكائنات، فهو القائل كما يروي البخاري:
    دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض'.
    وقال عليه الصلاة والسلام يضرب لنا مثلا في الرحمة حتي بالحيوان:
    : بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي من العطش، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بيديه حتي رقي، فسقي الكلب. فشكر الله له.. فغفر له.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 1:28 am