قــــــورتــــة دووول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قــــــورتــــة دووول لكل نوبي


    محمد صلى الله عليه وسلم (الرحمه المهداه)

    مبارك محمد ابوبكر
    مبارك محمد ابوبكر
    مشرف اسلامي
    مشرف  اسلامي


    عدد الرسائل : 242
    المزاج : محمد صلى الله عليه وسلم (الرحمه المهداه) Mkayeef
    تاريخ التسجيل : 15/11/2007

    جديد محمد صلى الله عليه وسلم (الرحمه المهداه)

    مُساهمة من طرف مبارك محمد ابوبكر الإثنين نوفمبر 19, 2007 7:30 am

    [size=18]ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ))

    صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيم

    جوانب من إنسانيات الرسول – صلى الله عليه وسلم -:



    نلقي نظرات على الطابع البشري المحض الذي يشترك فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع غيره من الناس وتفوق فيه على من سواه من الناس ..

    - الإنسان الذي يحلب شاته .. ويخيط ثوبه .. ويصلح نعله .

    - الإنسان الذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل على ظهرها أكثر مما تطيق.

    - الإنسان العادل الذي لم ير لأي من خاصته ( أهله ) فضلا ً على غيرهم وقال في حزم : ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) .

    - الإنسان المتواضع الذي قال في حنان لامرأة هابته ( خافت منه ) .. (هوني عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد – الخبز الجاف - ) .

    - الإنسان العابد الذي يقف في صلاته يتلو سورة طويلة من القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الأرض ذهبا ً ثم يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه – صلى الله عليه وسلم - فينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع .

    - الإنسان الذي عاداه قومه وآذوه ومثلوا بجثة عمه الشهيد حمزة في وحشية فيقول لهم حين استتب له الأمر : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .

    - الإنسان الذي يقف خطيبا ً فيقول : ( من كنت جلدت له ظهرا ً فهذا ظهري فليقتد منه ) .

    نعم .. نرى الإنسان أبهى وأنقى وأسمى ما يكون الإنسان .



    فالــرحمـــــة مهجتــــــــه والعــــــدل شريعتــــــــــــه

    ( إنما أنا رحمـــة مهداة ) ( فمن يعدل إن لم أعــــدل )

    والحــــــــــــب فطرتـــــه والسمــــــــــــو حرفتـــــــــه

    ( ولا تؤمنوا حتى تحابوا) ( أدبني ربي فأحسن تأديبي)

    ومشاكل النــاس عبادتــــه

    ( تنام عيني ولا ينام قلبي )

    الرحمة المهداة

    حينما يتحدث الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن الرحمة فإنه حديث الخبير بقيمتها والمتتبع لمواطن الحاجة إليها فكأنه يضع لها دستورا ً وقوانين يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) - ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .

    1 – نبدأ برحمة النفس التي تفوق في اعتبار الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل شيء فيحميها من كل عدوان حتى ولو كان عدوان المبالغة في العبادة والفضيلة ، فالرسول الذي جاء ليرفع راية العبادة أعلن أن الرحمة بالنفس أزكى من الإفراط في العبادة ..

    خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عام الفتح في رمضان وصام الناس ولما رأى بعض الناس قد شق عليهم الصيام بسبب وعثاء السفر دعا بقدح من الماء ورفعه حتى يراه الناس ثم شرب ولما قيل له إن بعض الناس لا يزال صائما ً قال .. أولئك العصاة !!

    دافع الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن حقوق النفس البشرية من عدوان المبالغة في العبادة حين نهى نفر من أصحابه قال أحدهم إنه يصلي الليل ولا ينام والثاني يصوم ولا يفطر والثالث يعتزل النساء ولا يتزوج فقال – صلى الله عليه وسلم - :

    ( أنتم القوم الذين قالوا كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

    رحمة النفس تتم عند الرسول – صلى الله عليه وسلم – برحمة الوالدين وبرهما لأنهما مصدر هذه النفس ووعاؤها .

    قدم رجل يبايع الرسول – صلى الله عليه وسلم – على الهجرة معه وعلى الجهاد في سبيل الله تحت رايته فقال له : هل من والديك أحد حي ؟ قال الرجل نعم كلاهما حي قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – فارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما .

    فالمنهج واضح .. إذا كانت العبادة التي تجيء على حساب رحمة النفس تتحول إلى تعذيب فإنها – أي العبادة – تتحول إلى عقوق إذا جاءت على حساب بر الوالدين .



    2 – يدور قلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع دواعي الرحمة حيث تدور ، وفي المواطن التي تعظم فيها الحاجة إلى الرحمة نجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – يركز إلحاحه عليها فهو مثلا ً إذا حث على الرحمة بالطفل يركز على اليتيم ، وإذا حث على الرحمة بالحيوان يركز أكبر على الحيوان وهو يذبح ، وإذا حث على الرحمة بالفقير فهو يركز على الفقير المدين بصورة أوفى ..

    يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر ) .

    3 – والرسول – صلى الله عليه وسلم – يعتبر أن الرحمة بالآخرين يراها الله تعالى قربات توجه إليه ذاته .. فإذا زرت مريضا ً إنما تزور الله .. !!

    يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت ولم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ! قال : أما علمت أن عبدي فلانا ً مرض فلم تعده ، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ .. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني ، قال يا رب : كيف أطعمك وأنت رب العالمين !! قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ؟ .. يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب : وكيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه .. أما علمت أنك لوسقيته لوجدت ذلك عندي ؟ ) .

    فالتوبة باب مفتوح بين الله وبين عباده والله يفرح بتوبة الإنسان ورجوعه عن الخطأ أشد من فرحة رجل فقد دابته التي عليها كل متاعه في صحراء موحشة وفجأة يجدها أمامه ..





    4 – أفاض الرسول – صلى الله عليه وسلم – في تصوير رحمة الله والحث على أن يكون الرجاء فيه والحب له أساس العلاقة بين العبد وربه ، فاستطاع – صلى الله عليه وسلم – أن يقيم إلى جوار التخويف من عذاب الله الرجاء في رحمته .. يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءا ً واحدا ً منها ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ) .

    ولنا أن نتصور الأجزاء التسعة والتسعين التي استأثر الله بها نفسه كي يرحم بها الناس يوم يشتد إلى رحمته حاجتهم ، وهي صورة باهرة لرحمة الله تطرد عن الأفئدة كل فزع منه .

    ويقول – صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ) .

    فالتوبة باب مفتوح بين الله وبين عباده والله يفرح بتوبة الإنسان ورجوعه عن الخطأ أشد من فرحة رجل فقد دابته التي عليها كل متاعه في صحراء موحشة وفجأة يجده أمامه ..

    5 – والرسول – صلى الله عليه وسلم – يرشدنا إلى طاعة الله التي هي السبيل الذي يؤهلنا إلى لقائه عز وجل فهي ليست مقصودة لذاتها أو لما تقضي إليه من ارتقاء نفسي فقط ... فطاعة الله مثل الخطوط التليفونية التي تصلنا بالله ... فالطاعة لله تجعلنا في حالة فاضلة تؤهلنا للقائه ...

    يحكي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن رب العزة ..

    - يقول الله عز وجل .. (( من تقرب مني شبرا ً تقربت منه ذراعا ً ، ومن تقرب مني ذراعا ً تقربت منه باعا ً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ، ومن لقيني بقراب الأرض خطايا لا يشرك بي شيئا ً أغفر له )) .

    صورة حانية تصور حنان الله بعباده .. إنه سبحانه يريدنا بجانبه على أي حال طائعين أو آثمين ، إنه سبحانه يتلقى رجاءنا بحنان مفيض ، فإذا أخطأنا أو أذنبنا فلا ينبغي أن ننسحق تحت وطأة الشعور بالذنب بل علينا أن ننهض من جديد ونحسن الظن بالله وهو ما يريده الرسول – صلى الله عليه وسلم – حتى ننشئ علاقتنا مع رب العزة على أساس من الأمل والرجاء والشوق .. يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) .

    ( أنا عند حسن ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني ) .

    ( إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة ) .
    6 – ويكافح الرسول – صلى الله عليه وسلم – كل من يقنط الناس من رحمة الله تعالى ويذكرنا أن رحمة الله ليست ترفا ً إنما هي ضرورة ، وأحق الناس بها أكثرهم حاجة إليها ، وفي مقام الخطيئة والذنب يصير العصاة أحوج العالمين إلى رحمة الله وإلى الأمل في الله ومن ثم فهو يرفض أي تقنيط لهم من رحمة الله ويضرب مثلا ً فيقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( كان ثمة أخوان : أحدهما يعبد الله والآخر يعصيه .. وذات يوم قال الذي يعبد للآخر أما آن لك أن تتصلح ؟ والله لتدخلن النار ولن يغفر الله لك .. ولما توفاهما الله وقفا بين يديه ، فقال للعابد من الذي أمرك أن تتألى علي – أي تتحكم في رحمتي – اذهبوا به إلى النار وقال للآخر ادخل الجنة برحمتي ) .

    ويرسم هنا صورة من أعذب الصور عن بر الله بالناس وألوهيته الحانية لهم جميعا ً .

    - ( ما من يوم تطلع شمسه إلا وتقول السماء يا رب ائذن لي أن أسقط كسفا ً على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، وتقول البحار يا رب ائذن لي أن أغرق ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، وتقول الجبال يا رب ائذن لي أن أطبق على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك ، فيقول لهم جميعا ً : لو خلقتموه لرحمتموه ، دعوني وعبادي إن تابوا إلي فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ) .

    هذه اللوحة المبهجة التي يرسمها الرسول – صلى الله عليه وسلم – الإنسان تناهت في الجلال والمغزى ، إن مكان الناس من الله مكان الغادي بين حبيب وطبيب .. ففي حال رضا الله عنا يكون الحبيب الذي لا منتهى لنفحات حبه .. وفي حال أسفه منا يكون الطبيب الذي تلجأ إليه للعلاج فكيف إذن يكون مصدر فزع أو خوف .. حاشاه وسبحانه .. أكرم به من حبيب وأنعم به من طبيب .7 – وموقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – من العصاة – على الرغم من أنه رسول مسئول عن رسالته – هو الروؤف الرحيم العزيز عليه عنتهم الحريص على نجاتهم وسلامتهم يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا ً ، فجعل الفراش يقع فيها وهو يبعده عن النار .. فأنا آخذ بكم بعيدا ً عن النار وأنتم تفلتون من يدي !! ) .

    ويرد الرسول – صلى الله عليه وسلم – الأمر كله إلى رحمة الله لا إلى ما يفعله الناس من أعمال صالحة والتي مهما بلغت لا تفي بشكر نعمة واحدة من أنعم الله يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( قاربوا وسددوا .. واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ) .

    هذا هو الرسول – صلى الله عليه وسلم – لا يأخذه الغرور بما يقدم من عبادة وطاعة وأنه إذا كان قد هدى إلى الخير فبفضل من الله وحده فلا يتعالى على من لا يسعفهم نصيبهم من الهدى أو يسخف بهم ولكنه يشفق عليهم ويصلي من أجلهم ويتتبع جانب الخير الذي فيهم مهما كان ضئيلا ً فيشيد به ويبتعث منه ثقتهم بأنفسهم .

    جيء للرسول – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم برجل قد شرب خمرا ً .. فلما أبعده أصحابه قالوا : لعنه الله ما أكثر ما يؤتي به شاربا ً .. ، فصاح الرسول – صلى الله عليه وسلم – فيهم : لا تلعنوه ، فإنه يحب الله ورسوله !!

    صلوات الله عليك وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله .. إنه لا يهدم أقدار الناس من ضعف بل يضع يده على الخير الذي فيهم ويهتف به .

    وها هو ذا ، على الرغم من أنه الرسول صاحب الرسالة التي تحرم الخمر وتراها إحدى الموبقات ومن الكبائر .. يكرم في إنسان يشرب الخمر فضيلة الحب لله وللرسول ، ويفعل ذلك بدافع رحمته بالفرد وبالجماعة ، فرحمته بالفرد حتى لا يفضي به السوء الذي يقترفه إلى بؤس يكدر حياته ، وبالجماعة لأن المجتمع ما لم يتواص بالفضائل والخير وما لم يرع الحقوق المشروعة فإنه يصيب نفسه بشرور تمزقه .8 – وذاك موقف آخر للرسول – صلى الله عليه وسلم – مع رجل يريد أن يحلل له الزنى :

    جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسأله في جرأة طامعا ً في أن يجد رخصة للزنى معللا ً بأنه لا يستطيع أن يغالب شهوته ، رغبة غريبة لا سيما حين يتقدم بها صاحبها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فكان من الرسول أن ربت على كتف الرجل وقال له والضياء يكسو وجهه : ( أتحب الزنى لأمك أو لزوجتك أو لأختك أو لابنتك والرجل يجيب في كل مرة بلا ، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : كذلك الناس يا أخا العرب لا يحبونه لأمهاتهم ولا لزوجاتهم ولا لأخواتهم ولا لبناتهم ! ، فقال الرجل وقد اقتنع ادع لي يا رسول الله بالعفة ، فدعا الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، قال الرجل والله ما انصرفت عنه ولا شيء أبغض إلى نفسي من الزنى ) .

    هذا الإدراك الإنساني السديد يحدد الطريقة التي يأخذ بها الرسول – صلى الله عليه وسلم – على أيدي العصاة ( إنها الرحمة دائما ً) ولطالما كان يجيئه مذنبون يعترفون له فيحاول هو أن يردهم عن اعترافاتهم حتى لا يضطر إلى أن ينزل بهم ما شرع الله من عقاب ، مرجئا ً أمرهم إلى رحمة الله الواسعة ، وإنه لينأى عن الذين لا شغل لهم إلا التباؤس بأخطاء الناس واليأس من صلاحهم .. يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس ، فهو أهلكهم ) . ( أي أشدهم هلاكا ً)

    هنا قلب كبير لا يعرف القسوة ولا الغرور ولا التشفي .. هنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وكفى 9 – قسوة القلب هي العدو اللدود للرحمة فكيف تعامل معها الرسول – صلى الله عليه وسلم - .. ؟

    أفاض – صلى الله عليه وسلم – في تنظيم العلاقات بين الأفراد للتغلب على قسوة القلب ..

    - فالكلمة الطيبة صدقة .

    - وتبسمك في وجه أخيك صدقة .

    والنظرة العاطفة رحمة .. والهدية المتواضعة رحمة .. والصفح الجميل رحمة .. وعيادة المريض رحمة .. والقبلة الأبوية الحانية التي نعبر بها عن حبنا لأطفالنا رحمة .

    تقول عائشة .. ( قدم ناس من الأعراب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا باستنكار أتقبلون صبيانكم ؟ فقال نعم .. قالوا ولكننا والله لا نقبل !! فقال – صلى الله عليه وسلم - : وماذا أملك إذا كان الله قد نزع من قلوبكم الرحمة .

    ومن كل هذا نشأ المنهج السلوكي الذي تنمو فيه روابط الود وتختفي بالتالي أسباب التسلط والقطيعة والخوف .

    ولهذا يوصي الرسول – صلى الله عليه وسلم – بالجار ويشدد على حقوق الجار .

    - ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .

    - والله لا يؤمن .. والله لا يؤمن .. والله لا يؤمن ..

    قيل من هو يا رسول الله ؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه ( أي شروره ) .

    - من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره .

    - خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران خيرهم لجاره .

    هذا هو الذي يريده الرسول – صلى الله عليه وسلم – ألا يخاف جار ضعيف من جاره القوي أنه يعلم حاجة الناس إلى الأمن في جوارهم ، فيرفع لحقوق الجار لواء لا ينبغي لأحد أن يتحداه فإن فعل فقد إيمانه !!



    وما يتطلبه الجوار من رعاية تتطلب مثله صلة القرابة .

    - ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ) .
    وكذلك اليتيم والأرملة والمسكين .

    - ( أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين مشيرا ً بالسبابة والوسطى ) .

    - ( أحب البيوت إلى الله بيت فيه يتيم يكرم ) .

    - ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يقوم الليل ويصوم النهار ) .

    ثم هو يطارد الغضب – صلى الله عليه وسلم - .

    - ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب ) .

    وحين يسأل أحد أصحابه عن العمل الذي يدخله الجنة يجيبه قائلا ً : ( لا تغضب ولك الجنة ) .

    وينهى عن الحسد والبغضاء .

    - ( لا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ً ) .

    ويحارب الفضول في شتى صوره .

    - ( من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم حل لهم أن يفقأوا عينه ) .

    وينهى عن السباب والشتائم .

    - ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ، قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه قال يسب الرجل أبا الرجل وأمه فيسب أباه وأمه ) .

    وينهى – صلى الله عليه وسلم – عن ترويع الإنسان ولو بأتفه المظاهر .

    - ( من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) .

    ويطارد – صلى الله عليه وسلم – النميمة والغيبة .

    - أتدرون من المفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال – صلى الله عليه وسلم – المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه .

    أي رحمة كرحمة الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذي لم يترك شيئا ً ما يمكن أن يكون مصدر ألم للإنسان إلا ونهى عنه هذا الذي يجعل لسيرة الإنسان من القداسة ما لبيت الله الحرام .

    - أتدرون ما الغيبة ، قالوا الله ورسوله أعلم ، قال ذكرك أخاك بما يكره ، قيل أرايت إن كان في أخي ما أقوله ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته ( أي ظلمته ) .

    10 – لم تقف رحمته – صلى الله عليه وسلم – عند حدود الإنسان وحده بل امتدت أيضا ً إلى كل كائن حي لتدفع عنه الشرور ، فالحيوان جدير بالرحمة ولعله أحق بها هذا الذي لا يملك أن يشكو أو يتوجع .. يقول – صلى الله عليه وسلم - :

    ( عذبت امراة في هرة حبستها حتى ماتت ، لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) .

    وحتى إساءة الحيوان يجب أن تقابل بالرحمة .

    - قرصت نملة نبيا ً من الأنبياء ، فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله تعالى إليه أن قرصتك نملة واحدة أحرقت أمة من الأمم تسبح ؟

    ويهتم الرسول الذي جاء ليغير العالم في نبل عظيم بالحيوان لحظة ذبحه .

    - ( إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ) .

    بل إنه حين يأمر بقتل حشرة سامة تفترس الناس بلدغها يجعل المهارة في قتلها من أول ضربة مرادفا ً للرحمة بها .

    ( من قتل وزغة – حشرة سامة كالأفعى – من أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك ) .

    فالرفق عند محمد – صلى الله عليه وسلم – هو جوهر الحياة وزينتها .

    إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ... ولا نزع من شيء إلا شانه

    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :

    (( إنما أنا رحمة مهداة ))

    صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم -
    [/
    size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 3:16 pm