قــــــورتــــة دووول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قــــــورتــــة دووول لكل نوبي


    دائما كان هناك اللاعب 'رقم 12'

    ابن كشتمنة
    ابن كشتمنة
    مرشحه للأشراف
    مرشحه للأشراف


    عدد الرسائل : 588
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/11/2007

    جديد دائما كان هناك اللاعب 'رقم 12'

    مُساهمة من طرف ابن كشتمنة الثلاثاء فبراير 12, 2008 6:31 pm

    في أي مباراة لكرة القدم يقال ان هناك دائما اللاعب رقم 12 الذي يكمل الأحد عشر لاعبا عدد أفراد كل فريق.. هذا اللاعب الذي تحمل فانلته رقم 12 وهو الرقم الموحد علي مستوي العالم هو الجمهور الذي يدفع اللاعبين ويحمسهم ويؤازرهم خلال فترات المباراة.. فهو الذي يشجع اللاعب المجتهد المجد البارز في الملعب، وهو أيضا الذي يرفع من درجة حماس اللاعبين حتي لايصابوا بالاحباط عندما يصاب مرماهم بهدف.
    في بطولة الأمم الافريقية التي أقيمت في القاهرة وفاز بها عن جدارة منتخبنا القومي، كان 'اللاعب رقم 12' متواجدا بكثافة غير مسبوقة في الملاعب التي أقيمت عليها المباريات، واؤكد أنها كثافة غير مسبوقة بدليل أن في البطولة المقامة الآن علي أرض غانا لم يكن الجمهور الغاني بنفس الكثا فة بدليل أنه لوحظ في مباراة الدور قبل النهائي بين غانا مستضيفة البطولة والكاميرون انه كانت هناك أماكن كثيرة في المدرجات خاوية، في الوقت الذي كان منتخب غانا يحتاج فعلا إلي مؤازرة الجمهور خاصة بعد هدف الكاميرون القاتل الذي أخرج به الكاميرونيون المنتخب صاحب الأرض والجمهور من البطولة، بأن اللاعب رقم 12 كان غير متواجد بالكثافة التي تدعم فريقه، وهو ما يؤكد أيضا تميز الجمهور المصري وإحساسه الرياضي العالي جدا خلال البطولات التي تقام علي أرضنا.
    ورغم أن منتخبنا قد حقق انجازا رائعا في بطولة الأمم المقامة في غانا التي تبعد عنا بمئات الكيلومترات، إلا أن اللاعب رقم 12 المصري كان موجودا وبكثافة غير طبيعية لمؤازرة الفريق القومي، بل أكثر من ذلك أنه قد تعددت نسخ اللاعب رقم 12، فكان منها اللاعب رقم 12 علي المستوي الرسمي واللاعب رقم 12 علي المستوي الجماهيري الشعبي واللاعب رقم 12 علي المستوي الأسري!
    علي المستوي الرسمي كانت هناك مؤازرة حقيقية من الدولة وعلي رأسها الرئيس حسني مبارك الذي شعرنا من كثرة اتصالاته بالمنتخب وبالطاقم الفني وهو ما زاد من شعور اللاعبين بأنهم بالفعل لايشاركون فقط في بطولة رياضية مثل كل البطولات، ولكنهم في مهمة قومية عليهم انجازها بمنتهي الدقة لتحقيق النتيجة المرجوة منهم وهي العودة بالكأس الافريقية للمرة الثانية علي التوالي لكي نقول للعالم الكروي أننا سادة أفريقيا بغض النظر عن عدد محترفيهم في أوروبا، ولنقول أيضا للمدربين الأجانب أن المدرب الوطني وحده هو الأصلح والأحق بقيادة المنتخب الوطني في المهام الوطنية التي لم يعد ينفع فيها أن نقول كما كنا نقول أيام زمان أنه يكفينا الأداء المشرف وهو الكلام الذي كنا نضحك به علي أنفسنا عند تبرير الهزائم.
    وقبل أن اترك الحديث عن اللاعب رقم 12 الرسمي أؤكد أن اتصالات الرئيس مبارك أشعرت اللاعبين أيضا بأن هناك أبا حنونا يتابعهم ويدعو لهم بالفوز وينتظر اليوم الذي يعودون به بالكأس رافعي الرأس تماما تماما كما ينتظر أي أب اليوم الذي يري ابنه يتفوق ويحصل علي الشهادة العالية.
    وعن اللاعب رقم 12 الرسمي لايجب أن ننسي أيضا السفرية العاجلة الشجاعة التي قام بها المهندس حسن صقر المسئول الأول عن الرياضة في مصر إلي غانا لمؤازرة 'رجالة مصر' في مباراتهم الحاسمة والمصيرية أمام أفيال ساحل العاج الذين شهد لهم جميع النقاد والفنيين الفاهمين بأنهم هم المنتخب الأقوي والمرعب لأنه يضم أسماء ونجوما هي الألمع في سماء ملاعب أوروبا، وقد كانت هناك مخاوف حقيقية من هذه المباراة كانت كفيلة بأن تجعل المهندس حسن صقر يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ قرار السفر بسرعة إلي غانا ليكون إلي جوار رجالة مصر يشد من أزرهم في المباراة الحاسمة أمام أفيال ساحل العاج.
    ومع اللاعب رقم 12 الرسمي كان هناك اللاعب رقم 12 الجماهيري والشعبي الذي أصر عدد منه علي المؤازرة عن قرب وتحمل مشقة السفر إلي أدغال افريقيا وحضور المباريات، فضلا عن الجالية المصرية في غانا والتي حرصت كل الحرص علي التواجد وتشجيع نجوم منتخبها الذين كان يتهافت عليهم الجمهور الغاني وغيره من الجماهير الافريقية لنيل شرف توقيعهم علي الأوتوجراف أو مصافحتهم.
    أما عن الجماهير داخل مصر فحدث ولاحرج، حيث تحولت المقاهي والبيوت إلي مدرجات لمتابعة مباريات المنتخب، واستضافت كثير من الأسر جيرانها وحبايبها لمشاركتها التشجيع أمام شاشة التليفزيون، وقد كادت الجماهير في المنازل والمقاهي من فرط انفعالها أن تخترق شاشة التليفزيون وتدخل إلي الملعب من خلال الشاشة لمساندة عصام الحضري أو لابعاد كرة عن المرمي خلال أمواج الهجوم العاتية التي كان يقوم بها دروجبا ورفاقه.
    وقد روي لي أحد المصريين كيف أنه بعد نهاية الشوط الأول من مباراة كوت ديفوار شعر بأن نبضات قلبه كانت متسارعة جدا، وأنه شعر وكأنه كان يجري مع اللاعبين علي أرض الملعب من فرط انفعاله وخوفه من أن تدخل أي كرة هوجاء مرمي الحضري الذي كان بالفعل رجل المباراة الذي شهد له دروجبا بعد المباراة وكذلك المدرب الفرنسي جيرار جيلي الذي قال ان الحضري كان بالمرصاد لكل الكرات التي كان يجب أن تكون أهدافا في المرمي المصري ولكن النجوم المصريين كما شهد بذلك كل لاعبي ساحل العاج 'كانوا الأفضل، وكانوا أكثر ذكاء في الملعب'.
    ولم يكن الجمهور في البيوت أو في المقاهي يكتفي فقط بمجرد الانفعالات والتشجيع الحماسي ولكن حوارات كل المصريين قبل كل مباراة لم تكن تخلو من الدعاء للفريق بالفوز، بل ان المصريين الطيبين كانوا أقرب ما يكونون إلي الله خلال البطولة، وكانوا لاينسون أن يقولوا دائما 'إن شاء الله' واللجوء إلي مشيئة الله وطلب العون من الله لتجاوز كل الفرق الافريقية التي كانت متربصة بمنتخبنا، وقد استجاب الله سبحانه وتعالي لهذا الشعب الطيب وألقي الرعب في قلوب كل نجوم الفرق الافريقية، وقبلهم أجهزتهم الفنية التي شعرت وكأن هناك قوة تساند المنتخب المصري وتؤازره أكبر من كل تكتيكاتهم وخططهم الفنية.
    ويبقي في النهاية أن نتحدث عن اللاعب رقم 12 الأسري وهو كل أب وكل أم لكل لاعب، وهم الذين أمطروا المنتخب بالدعوات قبل الصلاة وبعد الصلاة، بل آن آباء وأمهات كثير من نجوم المنتخب كانوا يمسكون بالمصاحف يتلون القرآن ويكثرون من الصلوات من أجل أن يستجيب الله لدعواتهم ودعوات كل الأسر المصرية الطيبة بأن ينصر الله المنتخب، ويلقي الرعب في قلوب المنتخبات الأخري التي اتصور أنها كانت تنزل أرض الملعب مهزومة مقدما، بعون من الله وفضله.
    وفي النهاية استطيع أن أؤكد أن اللاعبين هم أنفسهم كانوا أيضا بمثابة اللاعب رقم 12 لأنفسهم بحرصهم علي أداء الصلوات في أوقاتها واللجوء إلي الله سبحانه وتعالي طلبا للعون والنصرة، ويكفي أنهم كانوا ينحرون الذبائح تقربا إلي الله واعترافا بفضله عليهم وأنه كان بالفعل يناصرهم ويمدهم بمدد من عنده، ولاشك أن نحر الذبائح كان تعبيرا واضحا عن أن نجومنا لم يصبهم الغرور من تكرار الانتصارات وتفوقهم علي أرض الملعب، وأرادوا من خلال نحر الذبائح وتوزيعها علي الفقراء الموجودين في مدينة كوماسي معقل قبيلة الأشانتي أن يقولوا اننا يارب نؤدي ما علينا، نجتهد في التدريبات ونحترم تعليمات المدرب المحترم الفاهم الواعي المعلم حسن شحاتة، نفعل كل هذا يارب مع ثقتنا التامة بأن النصر من عندك، فكان الله حليفهم في كل المباريات، ولايجب أن ننسي في غمرة الفرحة بالانتصار كم كنا مرعوبين من الكاميرون التي تفوقنا عليها وكذلك من أفيال ساحل العاج الذين لم يصدقوا بعد المباراة ما فعله نجومنا بهم في الملعب، وكيف أنهم تاهوا ولم يجدوا وسيلة تساعدهم علي مجاراة أبطالنا علي البساط الأخضر!!.. حقا كنتم كعادتكم يا أبناء مصر.. رجالة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 5:50 pm