كأس الأمم الإفريقية 2008...بطولتك يا شحاتة
ملخص كل الاحترام والتقدير لجميع لاعبي المنتخب الوطني الذين شاركوا في صنع انتصار مصر الكبير في كأس الأمم الإفريقية 2008، كل الاحترام للجماهير المصرية التي سافرت خلف المنتخب لمساندته في مهمته الصعبة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كل الاحترام والتقدير لجميع لاعبي المنتخب الوطني الذين شاركوا في صنع انتصار مصر الكبير في كأس الأمم الإفريقية 2008، كل الاحترام للجماهير المصرية التي سافرت خلف المنتخب لمساندته في مهمته الصعبة، كل الاحترام لاتحاد الكرة وبالأخص الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد الذي لم يترك الفريق في أي لحظة منذ بدأ البطولة، ولكن مع كامل احترامي لكل مجهودات من سبق ذكره، تبقي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2008 والفائز بها المنتخب المصري بطولة خالصة تماما للكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب.
الكابتن حسن شحاتة قدم واحدة من أمتع البطولات التي يمكن فيها لمحب كرة القدم أن يتابع عمل مدير فني يعتبر مغمور قبل بدايتها يتغلب علي "فطاحلة" التدريب في القارة السمراء، مدرب قدم لأول مرة في تاريخ مشاركتنا في كأس الأمم منتخبا قادرا علي تقديم كرة دفاعية وهجومية ممتازة في نفس الوقت، منتخبا لا نسمع عنه أي مشاكل أو فضائح أو أي من هذه الأمور التي كنا نسمعها دائما وأبدا عند سفرنا للمشاركة في أي بطولة للأمم خارج أرضنا.
كنت احد اللذين انتقدوا شحاتة أثناء وقبل تصفيات كأس الأمم،و كان شحاتة وقتها يستحق النقد بسبب إصراره علي اللعب بطريقة 4-4-2 لا لشيء إلا أن المنتخبات العالمية تلعب بها وهو سبب ثبت فشله. فقدرات اللاعبون هي التي تحدد طريقة اللعب وليس العكس.
ولكن شحاتة اثبت قدرته علي تطوير أدائه التدريبي بطريقة استثنائية خلال نهائيات البطولة، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين مندهشون من هذا التحول العجيب والذي لا يهمني هنا كيف حدث بقدر أمنيتي أن يستمر في المستقبل لأنه سيقودنا إلي ما هو أعظم واكبر.
لن أتطرق في السطور القادمة عن مباراة النهائي أمام الكاميرون، فمازلت مؤمنا أن مباريات النهائي لا تزيد نسبة نجاح الخطة الفنية والتكتيك فيها عن 40% وتتبقي نسبة 60% إلي توفيق الله سبحانه وتعالي.
كما إني لن أتطرق إلي أي مباراة من مباريات الدور الأول والتي كان من ضمنها مباراة الكاميرون ويكفي أن نقول إنها انتهت بنتيجة 4-2، ومنطقيا لن أتحدث عن مباراة دور الثمانية أمام انجولا طالما إني لما أتحدث عن مباراتي الكاميرون.
ولكني سأعود معكم قليلا إلي ما قبل النهائي وبالتحديد مباراة كوت ديفوار التي اعتبرها الامتع والاحلي في تاريخ مباريات الكرة المصرية الخارجية (واعني عنها المباريات الدولية الرسمية للمنتخب المصري التي لعبها خارج مصر).
في هذه المباراة قدم حسن شحاتة اكبر شهادة ودليل علي أن فوز مصر بهذه البطولة يجب أن ينسب تماما له وحده ولا احد غيره.
سيقول البعض لا تبالغ في إعطاء شحاتة كل الفضل حيث أن بعض اللاعبين كانوا في أوج تألقهم في هذه المباراة وبالتحديد عصام الحضري، وردي سيكون أن الظروف التي هيأت لهم من الجهاز الفني بقيادة شحاتة كان لها مفعول السحر في ظهور أي لاعب بهذا المستوي وهو نفس الأمر الذي يتم مع الحضري في النادي الأهلي.
عودة إلي المباراة والتي اكرر إنها أثبتت أن سبب فوز مصر بالبطولة هو حسن شحاتة وليس احد غيره وذلك بسبب الطريقة التي لعب بها.
في هذه المباراة كان شحاتة يعلم جيدا انه سيواجه فريق يملك لا يقل عن 7 لاعبين هم مفاتيح اللعب لديه وقادرين علي اللعب لمدة 180 دقيقة وليس 90 دقيقة فقط، وأدائهم مع فرقهم الأوروبية تثبت أن هذا الكلام ليس من باب المبالغة. .
سألخص إعجابي بطريقة شحاتة في هذه المباراة من خلال النقاط التالية:
1- اظهر شحاتة جرأة بالغة في إصراره علي بدء المباراة بتشكيل مكون من مثلث هجومي يضم راسين للحربة هما عمرو زكي وعماد متعب ومن خلفهما محمد ابوتريكة في الوقت الذي كان ينادي فيه الخبراء بالبدء بمهاجم واحد فقط مع لعب باثنين من خلفه تحسبا للهجوم المنتظر من الايفواريين.
2- كان شحاتة يعلم أن كوت ديفوار لديها قوتين لا غبار عليهما في الجانب الأيمن عن طريق الظهير الأساسي ايمانويل ايبويه ويساعده عبدالقادر كيتا، وفي الجانب الأيسر الظهير الأساسي ارثر بوكا ويساعده إما سالمون كالو أو ارونا دينداني، بالإضافة إلي قوة خط الوسط المتمثلة في يايا توريه وديديه زوكورا. وبراعة حسن شحاتة في التصدي لمفاتيح اللعب هذه كانت عن طريق مطالبته لعمرو زكي بالتغطية مع سيد معوض في الجانب الأيسر لأنه كان يعلم تماما أن معوض لن يستحمل بمفرده ضغط ايبويه وكيتا عليه، أما في اليمين فكان يطلب من احمد حسن بالتغطية مع احمد فتحي وان كان الأخير اظهر قدرة بالغة في البطولة بأكملها بقدرته علي سد هذا الجانب بمفرده.
3- تغييرات شحاتة شهدت نسبة نجاح لا تقل عن 90% فاخرج متعب في الدقيقة 69 وانزل بدلا منه محمد زيدان والنتيجة 3-1 وهو تغيير يدل علي نيته للإبقاء علي النزعة الهجومية للفريق حتى وهو متقدم علي فريق مثل كوت ديفوار، ثم اخرج سيد معوض المنهك تماما وانزل بدلا منه محمود فتح لله ليلعب مساك علي أن يذهب شادي محمد للعب بدلا من معوض في الجانب الأيسر، وقبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق اخرج عمرو زكي وانزل إبراهيم سعيد لعمل كثافة في منتصف الملعب.
تغييرات كلها جاءت رائعة وأظهرت أن شحاتة يدير المباراة كلاعب شطرنج يحرك القطع ويبدل فيها كما يشاء وبإتقان شديد وهذه النقطة من سمات المدرب الناجح.
فوضع تشكيل جيد لا يعني في كل الأحوال أن المدرب جيد، ولكن التغيرات وإدارة المباراة حسب ظروفها هي ما تثبت قدرات المدرب.
الكثيرون ارجعوا فوز المنتخب الكبير علي كوت ديفوار إلي عاملي "الحظ والتوفيق"، وهما عاملين لا انفيهما ولكنهما لا يأتيان ابدا الي لمن يعمل ويجتهد، وأتساءل إن لم تكن موفق، فكيف ستنتصر؟
الكثيرون أيضا انطلقوا من وهل النتيجة الكبيرة واتهموا المنتخب الايفواري بالضعف في هذه المباراة وانه منتخب مغرور وصنعه الإعلام بسبب أسماء لاعبيه، وهو أمر مغالط تماما فالمنتخب الايفواري قدم مباراة رائعة أمام المنتخب المصري الذي كان أروع، ومن كتب "مانشتا" أو أطلق تصريحا أن كوت ديفوار كانت أمامنا ضعيفة، لا يدرك انه بطريقة غير مباشرة يقلل من فوز المنتخب. فلو كان فوزنا بالأربعة علي فريق ضعيف، فلماذا كانت كل هذه الفرحة إذا؟
الأرقام تقول أن كوت ديفوار قدمت مباراة رائعة من حيث الهجوم أو الضغط بطول الملعب ويكفي التفوق الواضح لديديه دروجبا علي وائل جمعة في كل شيء في كرة القدم خلال هذه المباراة. حتى أن وائل لم يتمكن من الظفر بأي كرة عالية من أمام مهاجم تشيلسي ولولا براعة الحضري في التغطية علي جمعة لكان النتيجة اختلفت تماما.
لقد فزنا بالبطولة بجدارة تامة وبقيادة رائعة من حسن شحاتة سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، فسيبقي هو صاحب أفضل واكبر وأشهر وأعظم بطولة افريقية فازت بها مصر علي مدار الست بطولات التي حصلت عليها في تاريخها.
ملخص كل الاحترام والتقدير لجميع لاعبي المنتخب الوطني الذين شاركوا في صنع انتصار مصر الكبير في كأس الأمم الإفريقية 2008، كل الاحترام للجماهير المصرية التي سافرت خلف المنتخب لمساندته في مهمته الصعبة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كل الاحترام والتقدير لجميع لاعبي المنتخب الوطني الذين شاركوا في صنع انتصار مصر الكبير في كأس الأمم الإفريقية 2008، كل الاحترام للجماهير المصرية التي سافرت خلف المنتخب لمساندته في مهمته الصعبة، كل الاحترام لاتحاد الكرة وبالأخص الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد الذي لم يترك الفريق في أي لحظة منذ بدأ البطولة، ولكن مع كامل احترامي لكل مجهودات من سبق ذكره، تبقي بطولة كأس الأمم الإفريقية 2008 والفائز بها المنتخب المصري بطولة خالصة تماما للكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب.
الكابتن حسن شحاتة قدم واحدة من أمتع البطولات التي يمكن فيها لمحب كرة القدم أن يتابع عمل مدير فني يعتبر مغمور قبل بدايتها يتغلب علي "فطاحلة" التدريب في القارة السمراء، مدرب قدم لأول مرة في تاريخ مشاركتنا في كأس الأمم منتخبا قادرا علي تقديم كرة دفاعية وهجومية ممتازة في نفس الوقت، منتخبا لا نسمع عنه أي مشاكل أو فضائح أو أي من هذه الأمور التي كنا نسمعها دائما وأبدا عند سفرنا للمشاركة في أي بطولة للأمم خارج أرضنا.
كنت احد اللذين انتقدوا شحاتة أثناء وقبل تصفيات كأس الأمم،و كان شحاتة وقتها يستحق النقد بسبب إصراره علي اللعب بطريقة 4-4-2 لا لشيء إلا أن المنتخبات العالمية تلعب بها وهو سبب ثبت فشله. فقدرات اللاعبون هي التي تحدد طريقة اللعب وليس العكس.
ولكن شحاتة اثبت قدرته علي تطوير أدائه التدريبي بطريقة استثنائية خلال نهائيات البطولة، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين مندهشون من هذا التحول العجيب والذي لا يهمني هنا كيف حدث بقدر أمنيتي أن يستمر في المستقبل لأنه سيقودنا إلي ما هو أعظم واكبر.
لن أتطرق في السطور القادمة عن مباراة النهائي أمام الكاميرون، فمازلت مؤمنا أن مباريات النهائي لا تزيد نسبة نجاح الخطة الفنية والتكتيك فيها عن 40% وتتبقي نسبة 60% إلي توفيق الله سبحانه وتعالي.
كما إني لن أتطرق إلي أي مباراة من مباريات الدور الأول والتي كان من ضمنها مباراة الكاميرون ويكفي أن نقول إنها انتهت بنتيجة 4-2، ومنطقيا لن أتحدث عن مباراة دور الثمانية أمام انجولا طالما إني لما أتحدث عن مباراتي الكاميرون.
ولكني سأعود معكم قليلا إلي ما قبل النهائي وبالتحديد مباراة كوت ديفوار التي اعتبرها الامتع والاحلي في تاريخ مباريات الكرة المصرية الخارجية (واعني عنها المباريات الدولية الرسمية للمنتخب المصري التي لعبها خارج مصر).
في هذه المباراة قدم حسن شحاتة اكبر شهادة ودليل علي أن فوز مصر بهذه البطولة يجب أن ينسب تماما له وحده ولا احد غيره.
سيقول البعض لا تبالغ في إعطاء شحاتة كل الفضل حيث أن بعض اللاعبين كانوا في أوج تألقهم في هذه المباراة وبالتحديد عصام الحضري، وردي سيكون أن الظروف التي هيأت لهم من الجهاز الفني بقيادة شحاتة كان لها مفعول السحر في ظهور أي لاعب بهذا المستوي وهو نفس الأمر الذي يتم مع الحضري في النادي الأهلي.
عودة إلي المباراة والتي اكرر إنها أثبتت أن سبب فوز مصر بالبطولة هو حسن شحاتة وليس احد غيره وذلك بسبب الطريقة التي لعب بها.
في هذه المباراة كان شحاتة يعلم جيدا انه سيواجه فريق يملك لا يقل عن 7 لاعبين هم مفاتيح اللعب لديه وقادرين علي اللعب لمدة 180 دقيقة وليس 90 دقيقة فقط، وأدائهم مع فرقهم الأوروبية تثبت أن هذا الكلام ليس من باب المبالغة. .
سألخص إعجابي بطريقة شحاتة في هذه المباراة من خلال النقاط التالية:
1- اظهر شحاتة جرأة بالغة في إصراره علي بدء المباراة بتشكيل مكون من مثلث هجومي يضم راسين للحربة هما عمرو زكي وعماد متعب ومن خلفهما محمد ابوتريكة في الوقت الذي كان ينادي فيه الخبراء بالبدء بمهاجم واحد فقط مع لعب باثنين من خلفه تحسبا للهجوم المنتظر من الايفواريين.
2- كان شحاتة يعلم أن كوت ديفوار لديها قوتين لا غبار عليهما في الجانب الأيمن عن طريق الظهير الأساسي ايمانويل ايبويه ويساعده عبدالقادر كيتا، وفي الجانب الأيسر الظهير الأساسي ارثر بوكا ويساعده إما سالمون كالو أو ارونا دينداني، بالإضافة إلي قوة خط الوسط المتمثلة في يايا توريه وديديه زوكورا. وبراعة حسن شحاتة في التصدي لمفاتيح اللعب هذه كانت عن طريق مطالبته لعمرو زكي بالتغطية مع سيد معوض في الجانب الأيسر لأنه كان يعلم تماما أن معوض لن يستحمل بمفرده ضغط ايبويه وكيتا عليه، أما في اليمين فكان يطلب من احمد حسن بالتغطية مع احمد فتحي وان كان الأخير اظهر قدرة بالغة في البطولة بأكملها بقدرته علي سد هذا الجانب بمفرده.
3- تغييرات شحاتة شهدت نسبة نجاح لا تقل عن 90% فاخرج متعب في الدقيقة 69 وانزل بدلا منه محمد زيدان والنتيجة 3-1 وهو تغيير يدل علي نيته للإبقاء علي النزعة الهجومية للفريق حتى وهو متقدم علي فريق مثل كوت ديفوار، ثم اخرج سيد معوض المنهك تماما وانزل بدلا منه محمود فتح لله ليلعب مساك علي أن يذهب شادي محمد للعب بدلا من معوض في الجانب الأيسر، وقبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق اخرج عمرو زكي وانزل إبراهيم سعيد لعمل كثافة في منتصف الملعب.
تغييرات كلها جاءت رائعة وأظهرت أن شحاتة يدير المباراة كلاعب شطرنج يحرك القطع ويبدل فيها كما يشاء وبإتقان شديد وهذه النقطة من سمات المدرب الناجح.
فوضع تشكيل جيد لا يعني في كل الأحوال أن المدرب جيد، ولكن التغيرات وإدارة المباراة حسب ظروفها هي ما تثبت قدرات المدرب.
الكثيرون ارجعوا فوز المنتخب الكبير علي كوت ديفوار إلي عاملي "الحظ والتوفيق"، وهما عاملين لا انفيهما ولكنهما لا يأتيان ابدا الي لمن يعمل ويجتهد، وأتساءل إن لم تكن موفق، فكيف ستنتصر؟
الكثيرون أيضا انطلقوا من وهل النتيجة الكبيرة واتهموا المنتخب الايفواري بالضعف في هذه المباراة وانه منتخب مغرور وصنعه الإعلام بسبب أسماء لاعبيه، وهو أمر مغالط تماما فالمنتخب الايفواري قدم مباراة رائعة أمام المنتخب المصري الذي كان أروع، ومن كتب "مانشتا" أو أطلق تصريحا أن كوت ديفوار كانت أمامنا ضعيفة، لا يدرك انه بطريقة غير مباشرة يقلل من فوز المنتخب. فلو كان فوزنا بالأربعة علي فريق ضعيف، فلماذا كانت كل هذه الفرحة إذا؟
الأرقام تقول أن كوت ديفوار قدمت مباراة رائعة من حيث الهجوم أو الضغط بطول الملعب ويكفي التفوق الواضح لديديه دروجبا علي وائل جمعة في كل شيء في كرة القدم خلال هذه المباراة. حتى أن وائل لم يتمكن من الظفر بأي كرة عالية من أمام مهاجم تشيلسي ولولا براعة الحضري في التغطية علي جمعة لكان النتيجة اختلفت تماما.
لقد فزنا بالبطولة بجدارة تامة وبقيادة رائعة من حسن شحاتة سواء اختلفنا أو اتفقنا معه، فسيبقي هو صاحب أفضل واكبر وأشهر وأعظم بطولة افريقية فازت بها مصر علي مدار الست بطولات التي حصلت عليها في تاريخها.