قــــــورتــــة دووول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قــــــورتــــة دووول لكل نوبي


    الحملة المغرضة ضد نبي الإسلام بدأت عام 1993

    ابن كشتمنة
    ابن كشتمنة
    مرشحه للأشراف
    مرشحه للأشراف


    عدد الرسائل : 588
    العمر : 39
    تاريخ التسجيل : 29/11/2007

    خبر الحملة المغرضة ضد نبي الإسلام بدأت عام 1993

    مُساهمة من طرف ابن كشتمنة الإثنين مارس 17, 2008 10:08 pm

    ان اعادة الرسوم المسيئة للرسول من جديد في الصحف الدنمركية وبعض العواصم الغربية، والهجوم الحاد علي صاحب الرسالة الخالدة من بعض النفوس المريضة في أمريكا.. إن دل هذا علي شيء فإنه يدل علي سفاهة وحماقة المهاجمين، ويدل أيضا علي استهتارهم بالعالم الاسلامي وعدم الاكتراث بشعوبه وحكامه!
    عادت من جديد الأصوات التي تهاجم الاسلام وبني الاسلام في الدنمرك وفي صحف بعض العواصم الغربية وفي الولايات المتحدة الأمريكية في رسوم تسيء الي نبي الهدي والسلام وتحاول تشويه صورته وصورة العالم الاسلامي، واذا سئلوا عن السبب من وراء هذه الحملة الظالمة والافتراءات التي تبتعد عن الموضوعية كان الجواب جاهزا.. انه الارهاب الذي يتسم به الاسلام، ويبلغ الحمق والسفه القمة عندما يقولون أن الاسلام هو دين الارهاب!
    وحقائق التاريخ تكذب هذه الدعاوي المغرضة، ولكنهم يروجون لذلك بالتركيز علي أهمية بعض الموتورين الحاقدين علي الاسلام ونبي الاسلام من أمثال سلمان رشدي وأمثاله كما يتزعم هذه الحملات أيضا بعض اليهود من أمثال برنارد لويس، وصمويل هنتنجتون وغيرهم الذين يحاولون تشويه الاسلام بكل الوسائل، ولم يعد الأمر مقصورا علي تأليف الكتب أو كتابة المقالات، أو الرسوم المسيئة، بل امتد الأمر الي بث الأفكار المسمومة من خلال بعض الأفلام والمسرحيات والانترنت!
    ومع كل هذا الهوس المضاد للاسلام ونبي الاسلام، فإن عدد معتنقي الاسلام يزداد يوما بعد يوم في كل قارات الدنيا لما في هذا الدين من تسامح، ومن قدرته علي حل مشاكل الانسان المادية والروحية، ولأنه دين يدعو الي قراءة كتاب الكون بجانب قراءة كتاب الله.. فهو يدعو الي العالم وينبذ الخرافة، ومبادئه ترقي بالانسان الي أفاق لا تخطر علي بال.
    واذا كانوا يتهمون الاسلام بأنه يدعو الي التخلف، فإنهم نسوا أنهم يغالطون أنفسهم، فالاسلام ­ باعتراف المنصفين منهم ­ هو الذي أخذ الانسانية كلها الي واقع جديد متحضر، وهو الذي أخذ بيد أوروبا نفسها لتجتاز عصور التخلف والظلام ويدخلها الي عالم النور، والتي كان من أهم الدوافع التي دفعتهما الي المدنية والحضارة لقد ظهرت بوادر العداء في العصر الحالي عندما نشر صمويل هنتنجتون الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية أفكاره عن صدام الحضارات في صيف 1993 بعنوان 'صراع الحضارات'، وفيه يؤكد أن الصراع بين الحضارة الاسلامية والغربية لابد أن يحدث، أو بمعني أبسط أن الصراع بين الغرب والاسلام شيء مؤكد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.. أي أن العدو الحقيقي للغرب سيكون الاسلام!
    وبذلك يحاول هذا الرجل أن يحيي النبرة القديمة للعداء للاسلام التي ظهرت أثناء الحروب الصليبية، ويريد أن يعود الي صورة قاتمة تجاوزتها الانسانية، ويعود بالتالي الي عصور الظلام!
    واذا كان الغرب قد عرف أمثال هؤلاء الموتورين وغلاة التعصب، فقد عرف أيضا بعض المنصفين فالفيلسوف جوستاف لويون يقول عن القرآن ونبي الاسلام:
    'حسب هذا الكتاب جلالة ومجدا، أن الأربعة عشر قرنا التي مرت عليه لم تستطع أن تجفف ­ ولو بعض الشيء ­ من أسلوبه الذي لا يزال غضبا كأن عهده بالوجود أمس، ولم يكن هذا النبي الجليل واعيا للآخرة وحدها، بل أمر أتباعه أن يأخذوا بنصيبهم من هذه الحياة' ولكن من أين جاءت الأفكار المغلوطة عن الاسلام ونبي الاسلام؟.. لنقف قليلا عند كتاب (الاسلام دين الانسانية) من تأليف المستشرقة الألمانية أنا ماري شيمل، تقديم الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، وترجمة وتعليق د.صلاح عبدالعزيز محجوب، ومراجعة د.محمود فهمي حجازي..
    .. نقرأ في المقدمة التي كتبها الدكتور محمود حمدي زقزوق:
    '.. وقد تعرضت المؤلفة عام 1955م لحملة ظالمة من جانب الاعلام الألماني، بسبب عبارة وردت علي لسانها في حوار تليفزيوني أجري معها في ألمانيا..
    فقد سئلت عن رأيها في فتوي الخميني باهدار دم سلمان رشدي فقالت:
    ­ ان التحريض علي القتل أمر فظيع، ولكن الأفظع اهانة أمة. وتعني بذلك الاهانة التي اقترفها سلمان رشدي في حق الأمة الاسلامية براويته 'آيات شيطانية'.
    وقد طلب الاعلام الألماني حينذاك من الرئيس الألماني عدم تسليمها جائزة السلام التي كان اتحاد الناشرين الألمان قد قرر منحها لها في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، كما حرض الاعلام اتحاد الناشرين بسحب الجائزة منها، ولكن الأستاذة شيمل اجتازت هذه المحنة، وحصلت علي الجائزة المذكورة التي تعد أعلي جائزة تمنح للمفكرين في ألمانيا.
    وقد زارت مصر مرات عديدة، حيث قامت بالقاء بعض المحاضرات في القاهرة.. وفي عام 1997 تم دعوتها للمشاركة في مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الاسلامية، وفي هذه المناسبة كرمها السيد الرئيس محمد حسني مبارك رئيس الجمهورية بمنحها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي في حفل وزارة الأوقاف بذكري المولد النبوي الشريف تقديرا لبحوثها الاسلامية الجادة.
    وفي نهاية شهر يناير الماضي 2003م رحلت أنا ماري شيمل عن دنيانا عن عمر يناهز الثمانين تاركة وراءها تراثا غنيا من الدراسات الاسلامية سيظل دائما شاهدا علي نبل المقصد، ومحبة الحقيقة وشرف الكلمة والتجرد عن الهوي والغرض هذه الباحثة الكبيرة وهي تتحدث عن (الاسلام في أبحاث الأوربيين منذ القرن السابع عشر' تقول:
    'الاسلام هو الدين الوحيد من بين كل الأديان التي دخلت علي المسيحية في جدال طويل معه وكثيرا ما تعرض للهجوم. وقد نشأ هذه كله من عدم الفهم الصحيح له. وقد بدأت (في أوروبا) أسطورة تهديد المسلمين لعالم الغرب الأوروبي منذ قرابة الألف سنة، أما السبب الذي أشاع هذه الاسطورة فقد كان دخول العرب المسلمين أسبانيا في القرن الثامن الميلادي، ثم حصار الترك لأسوار 'فيينا' آخر الأمر في سنة 1683م.. وقد نشأت من تلك الأحداث تصورات مغلوطة عن الاسلام والمسلمين باعتبارهم العدو التقليدي للمسيحية في أوروبا.
    ونظرا لأن الاسلام هو الدين العالمي الوحيد الذي ظهر بعد المسيحية، ولذلك اعتبره المجادلون البيزنطيون غالبا احدي البدع التي انشقت عن عباءة المسيحية منذ البداية وحتي عصر أدولف فون هارناك.
    وتقول المؤلفة أيضا:
    وتظهر التصورات الأوروبية المغلوطة عن الاسلام وعن محمد صلي الله عليه وسلم في العصر الوسيط مثل تلك الاتهامات الباطلة، واستمرت حملات تشويه الاسلام في العقلية الأوروبية، ونشأ عنها بعض الأراء المغلوطة التي تصور اعتقادا مغلوطا أن المسلمين يعبدون محمدا (صلي الله عليه وسلم). وأن المسلم يتحدث الي تمثاله الذهبي قبل الصلاة.
    وقد ظلت التصورات الأوروبية المغلوطة عن تلك الصور الذهبية ماثلة في الشعر الأوروبي حتي العصر الرومانسي.
    أما التصورات الأوروبية التي رأت في الاسلام ديانة تنبذ تقديس الصور، وأن هذه النواهي نشأت عن شخصية الرسول (صلي الله عليه وسلم) الانسان وليس عن النبوة، فإنه تعبير عن افتقار الأوروبيين للمعرفة الصحيحة باللغة العربية. فقد بدأت أوروبا الاهتمام باللغة العربية باعتبارها لغة الاسلام في البداية منذ عصر الوسيط المتأخر، ومنذ ذلك الحين بدأ رجال الدين المسيحي في دراسة العربية باعتبارها لغة أجنبية، وكانوا يفهمونها عندما كانت أسبانيا الاسلامية.
    ونجد في أوروبا الآن من يروج لربط الاسلام بالارهاب، وقد كان وراء هذا الزعم احتلال العراق وأفغانستان والتربص ببقية العالم الاسلامي.
    وهذه الادعاءات والافتراء علي الاسلام ونبي الاسلام ليس لها ما يبررها من منطق، بل هو هوس استولي علي بعض الغربيين ضد الاسلام.
    وقد أعجبني ما كتبه الدكتور محمود حمدي زقزوق في كتابه (الفكر الديني وقضايا الأمة الاسلامية) عندما يتحدث عن الاسلام والارهاب.. وكان رأيه أنه عندما نناقش الآخر نقول لهم: ان الارهاب لا وطن ولا دين له، وانما هو ظاهرة عالمية، موجودة في البلاد المتقدمة كما هو موجود في بلاد المسلمين فلماذا تزجون باسم الاسلام وتخلطون الأوراق، وتنعتون ما يحدث علي يد بعض المسلمين بأنه ارهاب اسلامي؟
    يجيبون بأن ما يصدر من عمليات ارهابية في بلاد مسيحية أو يهودية أو بوذية أوهندوسية لا يدعي لنفسه أنه يمارس وذلك باسم دين من الأديان، أما في العالم الاسلامي فإن الارهاب يرفع دائما شعار الاسلام.
    ويقول الدكتور زقزوق:
    'ولكن هذا ليس مبررا علي الاطلاق لاتهام الاسلام بأنه يشجع علي مثل هذه الأعمال الارهابية، فالعدل والانصاف والموضوعية ونزاهة العلم تحتم علي كل عاقل أن يكون عادلا في أحكامه.
    والاسلام كدين ليس مسئولا عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولا عن غيرها من أعمال ارهابية والاسلام دين مضي علي ظهوره أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان، وكان سببا في بناء حضارة راقية استمرت ما يقرب من ثمانية قرون، ولم يتغير في الاسلام شيء، فلماذا هذا الظلم الصارخ لهذا الدين الذي جاء رحمة للعالمين'.
    'إن الوحشية والدموية والقتل والتدمير، عرفته أوروبا في القرن الماضي علي نحو لم يشهد العالم له مثيلا في التاريخ، وكان ذلك علي يد الأوروبيين الذين أشعلوا في القرن العشرين نار حربين عالميتين راح ضحيتهما أكثر من ستين مليونا من البشر، وفي عام 1995م قام الصرب بذبح أكثر من ثمانية آلاف مسلم في البوسنة في مدينة واحدة تحت سمع وبصر العالم المتحضر، وقد كانت هذه المدينة المنكوبة (سبرينتشا) تحت حماية الأمم المتحدة، وهذا لم يحدث له نظير في تاريخ المسلمين.
    ويقول: ان الاسلام بتعاليمه السمحة وقيمه النبيلة كان ولا يزال وسيظل الي نهاية العالم هو دين التسامح والرحمة والتحضر والرقي الانساني ماديا ومعنويا.. وعلي المسلمين أن يلتفتوا الي قيم دينهم من ناحية، ويمارسوا النقد الذاتي من ناحية أخري في محاولة (جهادية) لتصحيح أوضاعهم والارتقاء بالحياة في بلادهم'.
    والي العدد القادم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 5:11 pm